لقد كان يوما مميزا بلا شك فمنذ ان وطأت قدمى ميدان العباسية
وجاوزت بوابة الحرم الجامعى وانا امنى النفس بأت اتجاوز بوابة الخليج
وراحت رأسى تسترجع ذكريات الماضى
فلقد سرت ما يقرب من 11 عاما ما بين المراحل الدراسية المختلفة لاطىء بقدمى ارض الجامعه
المهم اننى قد وصلت فى النهاية
صحيح اننى لم اجد الوضع كما كنت اتصور فلا مكان لاجلس فيه ولا هدوء للاستيعاب ولا انشطة وحرية
تليق بالطالب الجامعى الذى كنت أشاهدة فى تلك الافلام القديمة
لاشك ان الوضع فى مصر سىء ذلك لان مصر لاتملك المال الوفير والبتروك كما فى الخليج ان فى مصر ملايين الجامعيين
لكنها لا تملك جامعى الملايين لذلك لاقيمة لهم
لذلك وضعت عينى على الخليج حيث لاوفرة لجامعيين بينما تلك الملايين لا تجد من يعدها
لابأس من دخول كلية التجارة فالشىء لزوم الشىء
لم يبقى الا اربع سنوات لامر عبر بوابة الخليج
ومضت السنوات اضع امامى حلم الخليج يقترب كل يوم عن سابقه
حتى جاء اليوم الموعود
ذلك اليوم الذى حزمت فيه حقائبى لاركب على ظهر السفينة وابحر الى السعودية
وبعد معاناة طويلة لاركب تلك السفينة
لايهم اجعلها اخر الاحزان ..... فأنا ذاهب الى الخليج
وبعد ما يقرب من الساعه من ابحارنا اذ بقائد المركب يخبرنا بضرورة عودتنا نظرا لتغير فى الاحوال الجوية
اللعنه..... قالها لسانى وانا اضرب على المقعد بكفى وكأنى اعاقب تلك السفينه على تمسكها بى
وعادت المركب وكأنها تعطينى الفرصة لاراجع نفسى فربما كان الوضع غير المتصور
الا اننى اصررت على ان اعبر البحر واكمل ما بدأت
واستجابت السفينة وسارت الى حيث السعودية وبدأت اشعر بمرارة الغربة
حين تشعر باك خرجت من بيتك الذى انت شريكا فيه الى بيت اخر ليس لك فيه صفة غير انك خادما لاهله
نعم انها بداية الصدمة ان تتنازل عن مهنتك مهما كانت وعن درجتك العلمية التى كنت تحملها فى مصر
مهما كانت والتى كنت تشكو من عدم تقديرها كما يجب الان عليك ان تنساها نهائيا
ومرة اخرى امنى النفس قائلا : لابأس فعما قليل اصل الى مقر عملى لاجد اهلى من المصريين
ويذهب ذلك الاحساس بالغربة ... وليتنى ما وصلت
فعلى الرغم من اننى وجدت احد الهنود بانتظارى فى موقف السيارات وليس مصريا
الا ان الجميعع حذرنى من المصريين حتى المصريين انفسهم يحذرونك من المصريين
لم اخذ الكلام على محمل الجد فليس لى فى الغربة بعد الله عز وجل الا المصريين
دخلت تلك المؤسسة ( عبدالله بن جارالله)
لم تكن تلك المرسومة فى ذهنى فلقد كنت افكر فى ضرورة التغلب على رهبة الاماكن العالية
فلا اعلم ربما يكون مكتبى ذو اللون الذهبى والورود الحمراء وجهاز الكمبيوتر الحديث والاريكة الفخمة
فى الطابق السادس مثلا ويبدوا ان بن جارالله كانت تلبى طلبات العاملين قبل ان يطلبوها
فلم يتركوا الفرصة لعقلى لينشغل بمثل تلك التفاهات التى تعطله عن العمل
فتركوا طابقين اثنين وازالوا الادوار العليا دون ان يتركو اى اثرا لوجود ادوار عالية فى الماضى حتى لا يجرحوا شعورى
وربما ذكرتنى الاريكة الفخمة والكمبيوتر الحديث والورود والمكتب الذهبى بالطابق السادس
ومن ثم بالرهبة من الاماكن العالية فحرصوا على الا اراها ابدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق